تغاريد غير مشفرة (153) .. لن نصنع منك بطلا .. سنبلغ بك حد تأكل فيه من القمامة
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
لست أنا من صنع هذا المشهد الكارثي الذي ترونه اليوم، بل صنعه ترحيل الأزمات وتراكمها دون حلول، وتراكم المشكلات وتفاقم نتائجها وتداعياتها ..
وكذا تنامي الفساد السياسي والحزبي والثوري، وارتهان النخبة السياسية، وخيانتها للقضايا الوطنية، والدفع بإدخال اليمن تحت البند السابع، والرضى بالمبادرة والوصاية الخليجية، والتنازل للخارج وأجنداته وأطماعه نكاية بالخصوم المحليين، على حساب حاضر الوطن ومستقبله..
نعم .. كل هذا هو من صنع هذا المشهد الذي ترونه اليوم ولست أنا..
(2)
لا أصدق أن الخارج يريد وقف الحرب؛ لأنه مستفيد ليس فقط في بيع السلاح، واستثمار الحرب، ولكن لأن مشروعه القادم أيضا يجري تنفيذه في الواقع بالحرب، والتفاوض المؤدي إلى تحقيق هذا المشروع الضامن لتحقيق مصالحه الغير مشروعة في اليمن..
ولا أصدق أن المستفيدين من الحرب في الداخل يريدون إيقافها، لأنهم يحصدون الثروة، والأرصدة، والمصالح الصغيرة، على حساب الوطن الكبير، أرضا وشعبا وإنسان..
(3)
العمل خارج القضاء والقانون، والاستيلاء على بيوت الخصوم، سلوك همجي قديم ومهزوم، لا يجلب مصلحة إلا لمستفيد لا يستحق، ويجلب على صاحبه سخط عريض تضغنه الأيام إلى حين، ثم تفجره في وجه من أستهتر بما يفعله الزمان، وستصدمه الحقيقة الذي تجاهلها ذات يوم، وتصعق غباء من ظن أنه قادر على طويها تحت إبطه، أو ظن أنه حاكم إلى آخر الزمان..
(4)
المطالبة بوقف الحرب يؤلب عليك المجرمين من الطرفين..
يريدونك أن تكون مجرم حرب مثلهم ليكفوّا عنك باطلهم، ولتحظى بدعمهم
(5)
قال لي: لن نسجنك حتى لا تخرج من السجن بطلا..
سنجوعك ، وسنبلغ بك حد تأكل فيه من القمامة..
(6)
عندما ترغمك الحرب في البحث عن وطن وسط البقايا والقمامات..
هذه القمامة أشرف من كل القمامات التي تحكما وتعيث بوطن مختطف، فسادا وحربا وموتا..
(7)
سحق الطبقة الوسطى وإخراجها من معادلة التغيير إلى دائرة العوز والفاقة.. هذا ما يحدث على نطاق واسع في اليمن..
أما ننجر إلى فساد السلطة، أو نغرق في تفاصيل هموم حياتنا اليومية.. وفي الحالين نلغي دورنا ووجودنا في التأثير الإيجابي على المجريات لصالح الناس..
(8)
لن نتخلى عن صنعاء، ولا عن عدن، ولا عن أي شبر من الوطن؟
من يتخلى عن شبر فيها، أو يريدها حصرا عليه، لن يكون أكثر من عابر..
إنها اليمن ..
جميل هي المشاعر التي تأتي من البعيد القريب، لتذكر الجميع أن البعاد لا يعني التخلي، بل هو النبض والوجدان والذاكرة والحياة والشوق الجموح والمعتلج..
(9)
الحكمة نصيحة تعطى فقط لمن يستحقها..
(10)
البعض يكذب عليك وعاد نحن نعيش الحدث معا..
فكيف نصدق ما ينقلوه وما يتناقلونه لنا من 1400 عام..
القاعدة الواجب إعمالها أن لا نصدقهم
والاستثناء أن نصدقهم بعد أن يأتوا بدليل لا يقبل الشك..
أتحدث عن الجماعات الدينية في اليمن عموما وأبواقهم الإعلامية..
(11)
ننام جوعى ونفترش الرصيف..
نجاور القمامة، ولم نعد نكترث بطلوع شمس أو مغيب..
يسفكون دمنا، ويستولون على لقمة عيشنا، ويكبوننا على المناخر إلى قاع الجحيم..
ويريدون أن نصلي لهم ونبارك ونعظم لهم التحية والسلام..
ونسميهم مقاومين أو محررين أو جالبين للعزة والكرامة..
(13)
إن كان الحياد يعني:
الموقف ضد الاحتلال
والموقف ضد الفساد
وضد الطغيان والاستبداد
فنحن محايدين إلى يوم القيامة
(14)
إحلال أعراف الأثوار والذبائح محل القوانين، وتعطيل النصوص القانونية التي تحفظ حقنا في الحياة، لصالح استسهال القتل والانفلات والرعونة، ليس خطرا على الحياة فقط، ولكنها ردة حضارية نعيشها اليوم بكل تفاصيلها..
(15)
قبيلة الفساد أو تحزيبه ليس من نهجي على الإطلاق، وتبرير جريمة فساد بجريمة أخرى أراها جريمة مضاعفة.. وقضايا الفساد بالنسبة لي اعتبرها تحدي أخلاقي في المقام الأول.
(16)
توجد أمور تجعل من لا يحتار يغرق في الحيرة..
مجاهد رشدي توقعت أن يعتقلوه الحوثيين بخطّاف لكثرة نقده لهم، وكثرة سهامه الموجه لنحورهم..
فأعتقلونه الإصلاح في مارب بدم بارد..
البسطاء ضحايا هذه الحرب هنا وهناك
(17)
تضامني الكامل مع الرفيق مجاهد رشدي المعتقل في مارب بسبب رأيه وممارسة حقه في انتقاد المسؤولين.
(18)
تضامني الكامل مع المناضل حسن بنان المعتقل في سجون المملكة ..
وهناك يمني آخر من شرعب وهو المهندس رمزي الشرعبي (مهدي دفاريش)
في 2015 صدر الحكم عليه بالإعدام حدّاً بالسيف بتهمة الردّة، ولا نعلم إن كان قد تم تنفيذ حكم الإعدام عليه أم لازال قيد الاعتقال..
تضامنا الكامل مع كل المعتقلين الأحرار في سجون السعودية..
(19)
عندما يخجلك من يحبك بعظيم القول، ولا تجد ما تقوله يليق بالمقام.. يكون الوفاء هو أن تليق بما قال، وتبادله الوفاء العظيم، وتكون جدير بحسن الظن الذي فاض به اطراؤه النبيل..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.